” من الموجود جود”…هذه نصيحة اختصاصيات التغذية لخسارة الوزن في هذا الوضع

مما لا شك فيه أنّ غلاء المعيشة أثر مباشرةً على حياة الفرد الغذائية. وقد استبدل العديد من المواطنين أطعمة معينة بمنتجات أقل تكلفة وجودة جيدة نسبيًا. إذ إنّ همهم الأول ليس فقط تأمين وجبات غذائية، بل دفع تكلفة الاشتراك والبنزين ناهيك عن إيجار المنزل والمصاريف المرتبطة بالأطفال أو الدواء. ومن كان بالأمس يزور اختصاصيي التغذية لاتباع نظام غذائي معين والالتزام بوجبات متنوعة وشراء خيارات صحية، بات اليوم يحسب له حساباً أو يدير الأمر بمعرفته أو بمتابعة نصائح الخبراء على صفحاتهم الغذائية على المنصات الاجتماعية. وعليه، أجرت “النهار” مجموعة حوارات مع اختصاصيات تغذية حول عدد الزوار وقيمة المتابعة وكيفية تحديد الخيارات الغذائية.

أسعار المعاينات تختلف بين الاختصاصيين!

لم ينعكس الوضع الاجتماعي على غلاء قطاعات معينة فقط، فحتى عيادات التغذية أو حتى الاستشارات الافتراضية ارتفعت أسعارها. إذ تتراوح تكلفة زيارة اختصاصي التغذية بين مئتي ألف ليرة إلى 400 ألف.

في عيادة اختصاصية التغذية نغم طنّوس، يبلغ بدل الزيارة الأولى متئي ألف ليرة والمتابعات مئة ألف. أسعارٌ مقبولة مقارنةً بوضع البلاد. في حين تصل الزيارة الأولى إلى 300 ألف لدى اختصاصية التغذية رشا مكة ونورهان ناصر. وتنخفض إلى 150 ألف و200 ألف في الزيارات الأخرى.

وتشمل الزيارة الأولى، وفق الاختصاصيات، تقييم الوضع الصحي للمريض وأسلوب حياته وإجراء فحص Body Composition في غالبية الأحيان.

وعليه، ارتفعت التسعيرة التي كانت في السنوات الماضية، كمبلغ وسطي، من 60 ألفاً إلى 200 ألف.

مكرهٌ أخاك لا بطل

هكذا يمكن اختصار زوار عيادات التغذية، برأي مكّة أنّ عدد المتابعين معها لم يرتفع، لكنه في الوقت عينه لم ينخفض. إذ إنّ غالبية مرضاها يعانون من حالة صحية تتطلب متابعةً غذائية كخمول الغدة وتكيس المبايض والسكري وغيرها من المشاكل الصحية. هذا ما أكدته أيضًا ناصر نظراً لاختصاص الأخيرة فقط بالمعاينات الغذائية لل#أمراض.

وكمقاربة علّقت عليها مكّة أنّ ليس الجميع انخفض دخلهم الاجتماعي، لذلك، لم يعودوا يتبعون #حمية غذائية. فالقسم الآخر، لا يفهم المعنى الحقيقي وراء اتباع نظام غذائي، ويفضل إنفاق مصاريفه على عمليات التجميل والبوتوكس والفيلر، التي من وجهة نظرها، ازداد المقبلون عليها. وفي الحالات التي يعاني منها المريض من ظرف مادي، تأخذ اختصاصية التغذية الأمر على عاتقها بمعاينته مجانيًا نظرًا لتأثير وضعه الصحي على وزنه.

قد تتوافق طنّوس ببعض الاتجاهات مع زميلاتها، إلا أنّها ترى أنّ الوضع الصحي أو تأثير كورونا على صحة آخرين، يدفعهم إلى متابعة غذائية. قد يؤجل البعض الذين يريدون فقط #خسارة الوزن من دون وجود مسببات صحية مواعيدهم إلى مرة كل شهر بدلاً من ـأسبوعين، وذلك يعود إلى تكلفة البنزين أيضًا.

“من الموجود جود”

قد تكون فترة الرفاهية الغذائية انتهت في البلاد، واستبدلت لائحة الاختصاصيات مع تنظيم الوجبات، وطلب منتجات محددة قد ولّى أقلّه في الفترة الحالية والقادمة. إذ اتجهت طنّوس أكثر من السابق إلى ال#دايت المنزلي والمتنوع. بمعنى آخر، لا تصف شراء حلويات خالية الدسم أو قليلة السكر بل تستعيض عنها بألواح الشوكولاتة كالأونيكا أو الطربوش، التي تحتوي على وحدات حرارية قريبة من الحلويات الأخرى. وفي حال كان المريض يعاني من مستوى عالٍ من الكولسترول، فقد استبدلت ملعقتي اللبنة خالية الدسم بملعقة واحدة من الصنف العادي.

وتعتبر أنّ ما دفع أكثر للتوجه نحو فكرتها تدني التغذية الكهربائية وغلاء المعيشة. وبالتالي، لا يستطيع المريض التقيد بأمور صحية وتكلفة زائدة بل التوجه إلى تنظيم الوجبات من الأطباق المنزلية.

في سياق متصل، تتبع مكّة قاعدة “جود من الموجود” في هذا الوضع الاقتصادي. وتقوم الفكرة على تنظيم الوجبات وحرق الوحدات الحرارية أكثر. ولا ترتبط بالمنتجات خالية الدسم أو اللايت. وإلى جانب ذلك، يستطيع الأفراد الذين ليس لديهم قدرة على شراء الدجاج واللحم أثناء اتباع نظام غذائي، تناول مكونات منزلية والتعويض عنها بالبروتين النباتي.

وباختصار، تتفق طنوس مع ناصر على أنّ النظام الغذائي يقوم على مراقبة كمية الوجبات ونوعيتها وليس اتباع قواعد ممنوعة أو محددة. وأضف إليها طرق الطهي والتقليل من الزبدة والزيت أيضًا.

زر الذهاب إلى الأعلى