مناظرة لوبن – ماكرون.. هل تحسم الانتخابات الرئاسية؟

قبل خمسة أيام من موعد الدورة الثانية، يتأهب المرشحان لرئاسة فرنسا للمناظرة التلفزيونية التي تجمعهما الأربعاء في إعادة للقاء 2017 الذي تفوق فيه إيمانويل ماكرون بشكل كبير على مارين لوبن لكنه بحاجة هذه المرة للدفاع عن حصيلة ولايته الرئاسية.

وقالت مرشحة “التجمع الوطني” في تصريحات لقناة “تي إف 1” أن “الفشل هو بالنسبة لي أحياناً ضربة” لمضاعفة الجهود، مؤكدة أنها استخلصت العبر من تجربة 2017 عندما لم تستعد للمناظرة المقامة بين الدورتين بالشكل المطلوب وجاءت منهكة من جولاتها الانتخابية، حسبما نقلت “شبكة فرانس 24”.

ولم تبرمج لوبن لأي حدث في برنامجها الانتخابي الثلاثاء. وفي حين قال مقربون منها أنها ستعتكف على التحضير في الغرب الفرنسي، أكدت من جهتها الإثنين أنها ستبقى في منزلها لتستعد لهذه المواجهة التي لا بد منها خلال السباق الانتخابي الفرنسي وباتت معتمدة منذ 1974. وقبل خمسة أيام من حلول موعد الدورة الثانية، تعرب مرشحة اليمين المتطرف التي ركزت حملتها الانتخابية على مسألة القدرة الشرائية عن “ارتياح كبير”.

ومقارنة بالاستحقاق الانتخابي في 2017 الذي حقق فيه ماكرون فوزاً ساحقاً بنسبة 66%، في مقابل 34% للوبن، تتوقع استطلاعات الرأي أن يكون الفارق أدنى هذه المرة مع ترجيح فوز الرئيس المنتهية ولايته بنسبة تتراوح بين 53% و55,5 %. وهذه المرة، يتعين على ماكرون الدفاع عن حصاده الانتخابي في وجه هجمات غريمته التي تنتقده على “ازدراء الفرنسيين بدرجة كبيرة”.

ويسعى المرشحان إلى استمالة مؤيدي اليساري جان لوك ميلانشون الذي حل ثالثاً في الدورة الانتخابية الأولى مع حوالى 22% من الأصوات ودعا إلى “عدم إعطاء صوت واحد” لليمين المتطرف، علماً أن استطلاعاً أجري في أوساط مؤيديه لسبر نواياهم الانتخابية أظهر أن 37,65% منهم ينوون التصويت بورقة بيضاء و33,4 % لماكرون، في حين يعتزم 29% منهم الامتناع عن التصويت، بحسب وكالة “فرانس برس”.

ويترقب الفرنسيون مناظرة الأربعاء، عند التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، لا سيما أن الرئيس المنتهية ولايته لم يشارك في أي نقاش قبل الدورة الأولى. واتهمه “التجمع الوطني” بـ”تجنب” النقاش، لكنه ينفي ذلك مُذكّراً بأن أحداً من أسلافه لم يقم بالأمر خلال مهامه الرئاسية. وبقي ماكرون بعيداً من الأضواء قبل الدورة الأولى فيما زاد من تحركاته بعد ترشحه للدورة الثانية من خلال القيام بجولات وتنقلات ومقابلات خلال الأسبوع المنقضي. وحصد ماكرون 27,85% من الأصوات في الدورة الأولى في 10 نيسان/أبريل، في مقابل 23,15% لغريمته.

وإذا كان ماكرون يحاول عدم الإفراط في التركيز على المناظرة التلفزيونية، إلا أنه سيعد العدة لهذا الاستحقاق الذي يأخذه “على محمل الجد”. وحذر كثير من مؤيديه من مغبة امتناع نسبة كبيرة من الناخبين عن التصويت، الأحد، بحجة أن الأمور قد حسمت. وحتى لو كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه، فهو ليس بمنأى عن زلة قد تكلفه غالياً أو عن اتحاد كل مناوئيه خلف لوبن.

وتطرق ماكرون إلى هذه المسألة، مساء الإثنين الماضي، في تصريحات للقناة الفرنسية الخامسة. وقال: “تذكروا وضع البريطانيين قبل ساعات من التصويت على البريكسيت أو الأميركيين قبل انتخاب ترامب ممن اعتبروا ألا فائدة من تصويتهم. وأؤكد لكم أنهم ندموا على قرارهم في اليوم التالي”. وصرح: “إذا أردتم تفادي سيناريو لم يكن في الحسبان أو يثير نفوركم، اختاروا بأنفسكم”.

من جانبه، قال رئيس الوزراء، جان كاستكس، مطلع الأسبوع، بأن “الأمور لم تحسم بعد وينبغي عدم الاستنتاج” من استطلاعات الآراء أن “الانتخابات قد حسمت… فالأمر ليس كذلك”، مع الإشارة إلى أنه سيستقيل مع حكومته “في الأيام التالية” لإعادة انتخاب ماكرون المحتملة.

ودعت كلود شيراك، ابنة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وزوجها فريديريك سالا-بارو، السكرتير السابق للإليزيه، الثلاثاء، إلى “عدم تفويت أي صوت يمكن أن يذهب لماكرون” في وجه لوبن.

وخاض الخصمان خلال الحملة مواجهة غير مباشرة مع تبادل الضربات. وانتقدت لوبن ماكرون مجدداً، الإثنين، بقولها: “إنه اتبع سلوكا فظاً أو متعالياً غير مُجدٍ. لكن هذا ينم في الواقع عن مشروعه الذي هو بلا مغزى”. ورد الرئيس المنتهية ولايته بالقول أن “أموراً كثيرة لم تتغير” منذ “الذكرى الأليمة لتاريخ 21 نيسان/أبريل 2002” عندما تأهل جان-ماري لوبن، والد مارين لوبن مرشح اليمين المتطرف، للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وصرح: “هي عائلة، زمرة تروج منذ ثمانية انتخابات رئاسية للأفكار نفسها”.

زر الذهاب إلى الأعلى