نصرالله وجراب الانتخابات الفارغ
الذي يتابع الحملة الانتخابيّة للحزب في مناطقها يدرك إفلاس السيد وقطيعه في هذه المرحلة.
فمن تخوين لمنافسيه السياديين في لبنان وصهينتهم، إلى العمل على تخويف الشعية في لبنان من الزوال، إلى الاستثمار في مجزرة قانا، وملف “شهداء” حزبهم في كل مكان، كل ذلك يؤكد أن حزب السّيد بات أشبه بصاحب الدّكان الذي أشرف على الإفلاس، وراح يراجع دفاتره القديمة يفتّش فيها عن ديون صغيرة هنا وهناك، ليبدأ حملة مطالبات بسداد تلك الديون، وقد يبلغ به الأمر أن يطالب بسداد ديون كراتين الإغاثة والإعاشات.
السيد اليوم في نفق لا يحسد عليه.
فمن تسويات على مستوى المنطقة تهدد تمويله والجهة الداعمة له.
إلى جمهور بدأ يصغي لخطاب تغييري تنتجه عقول من داخل البيئة الشيعية، توضح وتفضح وتعري عمل السيد الدؤوب على تجهيل الشيعة وتحويلهم إلى محاربين ووقود لمعاركه.
إلى ملفات الاتجار بالكبتاغون وتبييض الأموال.
انتهاءً بضيق الرؤى وفشل المشروع واعتماد عامل القوة والتهديد.
كل ذلك جعل هذا الدًكنجي محشورًا بشكل قد يدفعه إلى ارتكاب الحماقات التي تعريه أكثر في معركته الانتخابية.
من الطبيعي أن يحصل على مقاعد نيابية في الانتخابات القادمة.
لكن أزمة نصرالله ستبدأ بعد ظهور النتائج، لأنه سيتفاجأ بعدها بأن موقعه تبدل من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع.
الدفاع عن الممكن من المصالح، والمكتسبات، وهذا سيجعله مستعدًا للتنازلات، على قاعدة عمل الإخوان المسلمين في مصر، الذين كانوا يفضلون تمرير المرحلة مهما كلفتهم من تنازلات، على أن يعلنوا فشل تجربتهم ومشروعهم.