هل أجبر “الحزب” رامز أمهز على الانسحاب؟

وقف رامز أمهز أمام الكاميرا، أمامه ميكروفون لقناتي “المنار” و”الميادين”. المشهد مُعدّ سابقاً، متفق عليه، وكان أمهز، حتى الأمس، مرشحاً للانتخابات النيابية في بعلبك الهرمل ضمن لائحة “بناء الدولة” المدعومة من “القوات اللبنانية”، ولم يحلم يوماً بأن تغطي قناة “المنار” أياً من تصريحاته الإعلامية.

اكتشف أمهز أمس أن “القوات اللبنانية” تخاصم “الحزب” وضد سلاحه، أو على الأرجح أجبر على الاكتشاف وعلى فتح عينيه واسعاً والرؤية من منظور بصيرة الحزب وبيئته، لم يكتف بالانسحاب من لائحة القوات، إنما ذهب أبعد من ذلك، أعلن دعمه للائحة التي ترشح ضدها، لائحة الحزب وحركة أمل.

المشهد شبيه بما حصل منذ سنوات حين أقدمت مجموعة من سكان حي السلم على شتم ومهاجمة أمين عام الحزب، حسن نصرالله، بعدما هدمت الدولة مخالفاتهم، ليخرجوا بعد يوم للإعتذار من “كعب صباط السيد” ويعلنوا ولاءهم للقضية والنهج. مشهد مكرر إلى حد الملل، مكشوف إلى حد الفضيحة، مع ذلك لا يستحي منتجوه من تكراره مراراً، غير آبهين بانتقادات الجمهور وضجره ويأسه.

تنتشر تحليلات الناس العاديين في مواقع التواصل. يحللون حركات أمهز، يرسمون سيناريوهات إجباره على الاعتذار، الجميع يعرف بأن خروجه من السباق الانتخابي لم يكن بسبب صحوة ضمير فجائية.

صفق جمهور “الحزب” لبراعة التمثيل والاخراج، ضربة جديدة “للقوات اللبنانية” قبيل الانتخابات النيابية، ولا يهم إن كان ذلك عبر الوسائل المشروعة أم لا. فأمهز بالنسبة إليهم مجرد ضحية جانبية للمعركة الكبرى. لا يهم عدد “السحاسيح” التي انهالت على رقبته لتجبره على الانسحاب، لا تهم التهديدات بالمقاطعة، بالقتل، بإيذاء أفراد عائلته في منطقة يعتمد فيها السكان على أمنهم الذاتي مع غياب شبه تام للدولة. كل ذلك يصبح ثانوياً أمام توجيه ضربة أخرى للقوات واستمرار النهج الإلهي.

النتيجة هي أن اللعبة غير متكافئة، فكيف تواجه عبر الديموقراطية وصناديق الاقتراع مَن يوجّه السلاح إلى صدرك؟

لا تنتهي القصة مع أمهز وإجباره على الانسحاب إلى حضن “الثنائي”، بل هي قصة كل مواطن يعيش في مناطق سيطرة الحزب، جميعهم يسيرون نحو صناديق الاقتراع وينظرون بطرف عيونهم، إلى اليد الخضراء حاملة البندقية فوق كلمة الله، المعلقة على كل الأعمدة المؤدية إلى المراكز الانتخابية في الجنوب والبقاع. مَن يمتلك منهم شجاعة الاقتراع ضدها، سيفعل ذلك في السرّ، كمن يرتكب جريمة أو إثماً، سيؤرقه لليال عديدة خوفه من انكشاف أمره، خوف من سحسوح أو رصاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى